أعلن الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة عن معرضه القادم في بينالي البندقية 2022 بعنوان «محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب»، والذي سيقدم عملاً تركيبياً جديداً للفنان الإماراتي المخضرم محمد أحمد إبراهيم صمم خصيصاً للجناح الوطني. وسيحتضن المعرض، المُقام تحت إشراف القيمة الفنية مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن ورئيس القيمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي؛ عملاً تركيبياً مكوناً من عدة منحوتات بحجم الإنسان مصنوعة بأسلوب نحتي مجرّد ومتناغم مستمد من الأشكال الطبيعية والعضوية، تأتي مستوحاة من العلاقة الوطيدة التي تربط الفنان ببيئته المحلية في مسقط رأسه، خورفكان – تلك المدينة التي تحيطها الجبال على الساحل الشرقي من إمارة الشارقة في دولة الإمارات.
يمثّل هذا المعرض المشاركة السابعة للجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض الدولي للفنون ببينالي البندقية، كما يُعد بداية اعتماد الجناح لمنهجية جديدة شاملة بقيادة الفنانين، حيث تم اختيار الفنان محمد أحمد إبراهيم أولاً ومن ثمّ قام بدوره بترشيح مايا أليسون لتولي مهمة التقييم الفني في معرض الجناح الوطني خلال الدورة الـ 59 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، الذي سيرحب بالزوّار والحضور خلال الفترة 23 أبريل – 27 نوفمبر 2022.
تُقام الدورة الـ 59 من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية بقيادة القيمة الفنية الإيطالية سيسيليا أليماني، المقيمة في مدينة نيويورك، تحت شعار «خيال بلا عنان»، والذي يتطرّق إلى مسألة تمثيل الجسد وتحولاته الخيالية، كما يبرز العلاقة الممتدة بين الجسد والأرض. وتماشياً مع هذا الشعار، جاء مفهوم الأعمال النحتية الحيوية للفنان محمد أحمد إبراهيم التي تتلاقى معاً في مشهد ساحر ينسج أفكاره بين الألوان والحركة – ليأخذ المشاهد على متن رحلة تستعرض الأجسام ومراحلها التحوّلية. وتنبعث هذه الأشكال من حوار الفنان المادي مع الخامات المستخدمة في صياغة عمله الفني: تراكم الورق المعجّن على هياكل غير محددة والتي تتحولّ أثناء مباشرته ممارساته الفنية لتستقر في موقعها وشكلها النهائي، وعادةً ما يدخل في تكوين أشكال أعماله الفنية مجموعة من المواد الخام، مثل الطين وأوراق الشجر والشاي والقهوة والتبغ.
خطوة متقدمة
قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: «تمثل مشاركة الفنان الإماراتي خطوة متقدمة نحو تعزيز مكانة القطاع الثقافي والفني الإماراتي على خريطة الإبداع العالمية، ومعرض «محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب»، يجسد الأرض الثقافية الخصبة بتنوعها وتعددها، التي تمتلكها دولة الإمارات، وتطور المشهد الفني فيها».
وأشارت معاليها إلى أن المعرض سيسهم في إثراء الحركة الفنية الإماراتية، وانتشار الفن الإماراتي ووصوله إلى العالمية، وسيكون حافزاً أمام الطاقات الإبداعية لتقديم أعمال ثقافية وفنية مبتكرةـ تعكس التطور الذي يشهده قطاعنا الثقافي، ويعزز قدرته على تجسيد صورة الإمارات الإيجابية ومواكبة مكانتها المتميزة عالمياً.
وبهذه المناسبة، قال الفنان محمد أحمد إبراهيم: «يبرز معرض محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب» العلاقة التي تربطني بالطبيعة والمكان الذي أعيش فيه، ويعكس التباين بين النور الصباحي في خورفكان وألوانه المغايرة حينما تفترش الشمس في السماء، وبين تلاشي هذه الألوان بعد الظهيرة عندما تبدأ الشمس بالمغيب والاختفاء وراء الجبال التي تحيط بمسقط رأسي – خورفكان. فنحن لا نرى غروب الشمس أبداً في خورفكان، لكن بإمكاننا تخيل تلك اللحظة الساحرة للشمس وهي تغرب في الجانب الآخر من دولة الإمارات، وإنني متحمس للغاية للكشف عن عملي التركيبي الجديد، بالتعاون مع مايا أليسون والجناح الوطني لدولة الإمارات، لتمثيل دولة الإمارات بكل فخر واعتزاز في 2022 في محفل دولي بحجم وقيمة بينالي البندقية».
ومن جانبها، قالت القيمة الفنية مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن ورئيس القيمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي: «على مدار السنوات الماضية، كنت أتابع عن كثب نشاط إبراهيم الفني وتطور علاقته الوطيدة مع كل بيئة يخوض غمار تفاصيلها ومكوّناتها، بدايةً من المناظر الطبيعية بين صخور الجبال في مسقط رأسه، ووصولاً إلى البيئة الساحرة في الأماكن التي أقام فيها خلال إقاماته الفنية في هولندا وفرنسا والهند وغيرها من الدول الأخرى. ويواصل هذا الفنان الملهم، رغم مرور نحو أربعة عقود من مسيرته الإبداعية، جهوده ومساعيه المبذولة في تعميق وتطوير ممارساته الإبداعية بشغف لا ينضب وروح مفعمة بالطاقة، مستمداً عزيمته التي لا تلين من علاقته بمنتوجاته الفنية والمجتمع الإبداعي. ولعل ما يميز إبراهيم عن غيره من الفنانين الآخرين هو أسلوبه الذي تبنّاه لسنوات عديد في معالجة الأفكار والمفاهيم بطريقة مغايرة لاحتمالات المكان والمواد المستخدمة، وإنني حقاً سعيدة بهذه الفرصة التي ستتيح لهذا الفنان المبدع فرصة عظيمة لتقديم أعماله الفنية أمام جمهور عالمي، وإنها نقطة تحول فريدة في مسيرة المؤسسات التي تدعم هذا المشروع.»
وأضافت أليسون: «أتاح التزام جامعة نيويورك أبوظبي بإقامة معارض رواق الفن وإصدار المنشورات وعقد برامج زمالة القيّمين الفنيين بالتعمّق أكثر في تاريخ المشهد الفني الإماراتي، ولطالما زخرت دولة الإمارات بحركة فنية جادة ومتنوعة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، بما يتجاوز توقعات الجمهور العالمي، وهذا ما يجعلني متحمّسة للغاية للمساهمة مرة أخرى في مواصلة هذا الزخم الفني وإضافة فصل جديد إلى سجّل المشاركات الثقافية للدولة».
أشكال نحتية جديدة
بدورها، قالت ليلى بن بريك، مديرة التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية: «سيكشف معرض محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب»، النقاب عن أشكال نحتية جديدة تحمل توقيع المبدع محمد إبراهيم، الذي يحظى بشهرة واسعة بوصفه أحد الأعضاء المؤثرين في المجتمع الفني الزاخر بدولة الإمارات منذ بداية حقبة الثمانينيات. ويسلّط هذا المعرض الضوء على تصوّرات الفنان ومقاربته في رصد أبعاد ومفاهيم علاقاته الوطيدة مع الطبيعة الساحرة في دولة الإمارات. وسيكون هذا المعرض للزوّار بمثابة نافذة تتيح لهم التعرّف على أحد الفنانين المحليين المؤثرين، وذلك تماشياً مع جهودنا المستمرة في سرّد قصص الإمارات الملهمة».