يحتضن غاليري مالمو كونستال في السويد المعرض الاستعادي «حسن شريف: فنان العمل الواحد» كجزء من جولته العالمية. حيث جرى تنظيم هذا المعرض بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون.
يواصل المعرض الاستعادي «حسن شريف: فنان العمل الواحد» جولته العالمية، حيث حطّ رحاله مؤخّراً في غاليري مالمو كونستال في السويد، بعد أن سبق الاحتفاء به في معهد كي دبليو للفن المعاصر في برلين. وقد عمدت مؤسسة الشارقة للفنون إلى تنظيم هذا المعرض الذي يقام في الفترة ما بين 19 سبتمبر و10 يناير 2021، بالتعاون مع غاليري مالمو كونستال، نظراً لقدرته على استقطاب أهم التجارب الفنية حول العالم. ويأتي هذا المعرض الذي عمل على تقييمه كلٌّ من حور القاسمي رئيس المؤسسة، وماتس ستيرنستيدت مدير مالمو كونستال، تتويجاً لنتاج حسن شريف الإبداعي، الذي شكّل علامة فارقة في المشهد الفني الإمارتي على امتداد مسيرته الفنية. وقد ضم المعرض 150 عملاً شملت مختلف أنماطه التعبيرية وصياغاته البصرية التي تنوعت ما بين اللوحات والأعمال التركيبة والأدائية، إلى جانب أعمال الكاريكاتير ورسوم القصص المصورة.
يرافق المعرض العديد من البرامج التعليمية العامة المستوحاة من أعمال شريف، بالإضافة إلى مجموعة من الأنشطة باللغة العربية. كما يقدم غاليري مالمو كونستال للزوار جولات صوتية مصممة للكبار والصغار باللغات السويدية والإنجليزية والعربية، وبرامج تعليمية تركز على أعمال المعرض وتعريف الشباب الذين تتراوح أعمالهم بين 15 و19 عاماً بأساسيات النقد والنشر الفني وطرق تصميم جولات المعارض رفقة المرشدين.
حسن شريف رائد في الفن المفاهيمي والتجريبي في الشرق الأوسط، استكشف منذ سبعينيات القرن الماضي الشكل والزمن والفعل الاجتماعي والأنظمة الحسابية. يتميز عمله باستعمال المواد الشائعة في أعمال تركيب تراكمية كما في انعكاسات اجتماعية وفلسفية معقدة. وبالتنقل بين الأدوار كفنان ومعلم وناقد وكاتب، عمل على تشجيع مشاركة الجمهور المحلي بالفن المعاصر من خلال ترجماته العربية للنصوص التاريخية الفنية والبيانات الرسمية. أسس البيت الطائر في دبي (2007)، وشارك في تأسيس مرسم الفنون في مسرح الشباب والفنون في دبي (1987)، ومرسم المريجة في الشارقة (1984)، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية (1980). ودعمت تلك المنظمات المفاهيم متعددة الاختصاصات للفن المعاصر في الإمارات من خلال التطوير الإرشادي والمعارض.
منذ العام 1993، عرضت أعماله في ثماني دورات من بينالي الشارقة، كان آخرها بينالي الشارقة 12 (2015). اقتنت المؤسسة أكثر من 90 عملاً من أهم أعمال شريف، وهي الآن جزء من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون. المؤسسة أيضاً وصية على استوديو شريف وأرشيفه الشخصي. كما عُرضت أعماله في “1980 – اليوم: معارض في دولة الإمارات العربية المتحدة”، جناح الإمارات العربية المتحدة، بينالي البندقية 56 (2015) منصة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث للفنون التشكيلية، بينالي البندقية (2009). تخرج شريف من مدرسة بيام شاو للفنون في لندن عام 1984 وعاد إلى الإمارات العربية المتحدة حيث بدأ في ممارسته الفنية وإقامة معارض الفن المعاصر في الشارقة. عاش وعمل في دبي حتى وفاته في 2016.
صدر بالتزامن مع جولة المعرض في أوروبا كتاب بعنوان «حسن شريف: فنان العمل الواحد»، من تحرير حور القاسمي. ويشمل الكتاب أعمالاً مفقودة، وترجمات إنجليزية أصلية من كتاباته الصحفية والتجريبية، إلى جانب مواد أرشيفية من معارض وأحداث، وكذلك حوارات ووجهات نظر معاصري حسن شريف في الإمارات العربية المتحدة. الكتاب ليس كاتالوجاً نموذجياً للمعرض أو كتاباً يسجل أعماله زمنياً، ولكنه عمل تجريبي يعكس ممارسة شريف وينسج رواياته الشخصية من الزوايا المختلفة في حياته المهنية. تعمل هذه المطبوعة (المونوغراف) كمورد حيوي للدراسة العلمية والتقييمية في ممارسة الفن المعاصر، وكمرجع لكيفية انتقال الأفكار الثقافية، وكيف يتم تحويلها، وفي عملية الانتقال هذه.
ويعد معرض «حسن شريف: فنان العمل الواحد» ثاني معرض كبير يسلط الضوء على أعمال الفنانين العرب في كونستال، حيث استضاف في السابق معرض الفنان الأميركي من أصول عراقية مايكل راكويتز «على العدو الخفي ألا ينوجد» والذي استمر من 14 سبتمبر 2019 إلى 12 يناير 2020. كان لراكويتز علاقة طويلة مع مؤسيسة الشارقة للفنون، حيث جاء ظهوره الأول في بينالي الشارقة 8 (2007). وشارك مؤخراً في «بينالي الشارقة 14: خارج السياق»، حيث قدم فيلم «أغنية سبيشل أوبس كودي» التي تعد أيضاً جزءاً من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون.
نظم هذا المعرض كل من مؤسسة الشارقة للفنون (الإمارات العربية المتحدة)، ومعهد كي دبليو للفن المعاصر (ألمانيا) ومالمو كونستال (السويد). العرض الذي أقيم في معهد كي دبليو للفن المعاصر كان من تقييم حور القاسمي وكريست جروثويجسن، وفي مالمو كونستهال من تقييم حور القاسمي وماتس ستيرنستيدت.
أقيم المعرض في الفترة من 30 مايو إلى 19 يوليو 2020 في معهد كي دبليو للفن المعاصر، برلين.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة