أطلقت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” لإطلاق فعاليات النسخة الحادية عشرة من مهرجان “دبي وتراثنا الحي” في القرية العالمية بدبي التي تحتفل بيوبيلها الفضي هذا العام. وتقام هذه النسخة من المهرجان تحت شعار ” عبقرية الحرف التقليدية في الإمارات ” في الفترة ما بين 25 أكتوبر الجاري وحتى 18 أبريل 2021، ليستقبل زواره بباقة من الفعاليات التراثية الغنية والمتنوعة التي تحتفي بالتراث الإماراتي العريق، وتبرز مكونات هوية الموروث الوطني الذي تتناقله الأجيال، معززةً من مكانة دبي كأكبر محطة للالتقاء الفكري التي تتواصل فيها الشعوب وتجتمع شتى ثقافات العالم.
ويرحب المهرجان بزوار القرية العالمية يومياً من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة مساءً لقضاء أوقات رائعة ضمن أجواء ممتعة مع برنامجه الحافل بموضوعات شتى تشمل القهوة الشعبية، الغرفة التقليدية، المطبخ الإماراتي، مهنة الطواش، المطوعة، الحرف التقليدية، صناعة الفخار، معارض بيع التمور، إضافةً إلى برامج الفنون التراثية المحلية التي تؤديها فرق شعبية إماراتية متميزة طوال فترة المهرجان، فضلاً عن الورش التطبيقية التي تركز على الحرف التقليدية المعروضة في أرجاء المهرجان ومراحل تطورها، وصولاً إلى الحاضر المزدهر للدولة، والذي تنطلق منه إلى آفاق مستقبل واعد. كما يضم البرنامج جلسات حوارية وتثقيفية ولقاءات مع مختصين في مجال الثقافة والتراث ومقدمي ورش وإعلاميين بهدف إتاحة الفرصة أمام الجمهور للاطلاع على أهم ملامح التراث الإماراتي وعاداته وتقاليده الأصيلة.
ولا يُغفل البرنامج إضفاء الأجواء الحماسية والتشويقية عبر المسابقات والتحديات الثقافية والتراثية المتنقلة والمتنوعة والمبتكرة التي تستمر طوال فترة المهرجان، فضلاً عن طيف من الفعاليات المميزة الأخرى التي يحملها في جعبته تزامناً مع اليوم الوطني واحتفالات بداية العام الميلادي ويوم التراث العالمي.
وأشارت هالة بدري مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى أهمية مهرجان “دبي وتراثنا الحي” في دعم توجهات القيادة الرشيدة لترسيخ مكانة دبي على خارطة السياحة الثقافية بين مدن العالم، وتعزيز جهود الهيئة في صون التراث المحلي ودعم الحرفيين والفنانين المحليين، والمحافظة على الحرف اليدوية التقليدية المعنية بالموروث الإماراتي الأصيل وتطورها. وقالت:” دبي مدينة نابضة بالحياة، توفر لقاطنيها وزائريها تجارب فريدة للتعرف إلى تراثها المميّز وأصولها التاريخية العريقة عبر العديد من الفعاليات الثقافية والأنشطة التراثية التي يتألق فيها سحر تقاليدها الأصيلة، عاكسةً عمق وثراء الأصول الثقافية التي تشكل نسيج هذه المدينة الأيقونية. ويشكل مهرجان “دبي وتراثنا الحي” جزءاً من جهودنا التي نسعى من خلالها إلى تعزيز مكانة الإمارة كوجهة سياحية ثقافية على الساحة العالمية، ونحرص على حجز موقع دائم لنا في فعاليات القرية العالمية بدبي، هذا المكان الفريد الذي يجمع العالم في مكان واحد”.
وأضافت: “تؤمن دبي للثقافة بأهمية أن تكون الثقافة في متناول شتى أطياف المجتمع وقريبة منهم عبر إقامة فعاليات ثقافية واسعة للاحتفاء بالهوية الوطنية الأصيلة والتراث الإماراتي الغني وترسيخ مشاعر الفخر بهما لدى الأجيال الشابة.
ويُعتبر “دبي وتراثنا الحي” منصةً مُثلى لنشر التوعية بتراثنا؛ إذ يفتح صفحات تاريخ الأجداد وعاداتهم وتقاليديهم أمام جمهور واسع من زوار القرية العالمية، مواطنين ومقيمين وسائحين، ليتعرفوا إلى مكنوناته ويشاركوا في معايشة الحياة الاجتماعية والمهنية القديمة لدولة الإمارات العربية المتحدة. كما يلعب هذا المهرجان دوراً مهماً في إبقاء تراثنا الذي نفخر به حياً في أذهان النشء الجديد، وإلهامه للمحافظة عليه ومواصلة مسيرة التميز والإنجاز التي انطلقت بها قيادتنا الملهمة إلى ذرى المجد مستلهمةً من تراثها وعزيمة آبائها ومؤسسيها”، منوهةً أيضاً إلى ما توفره فعاليات المهرجان من الدعم لأصحاب الحرف اليدوية التقليدية بوصفها الرصيد الثقافي والحضاري للدولة وتشكل جزءاً مهماً من الهوية الإماراتية.
وتلتزم “دبي للثقافة” بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من تراث دولة الإمارات العربية المتحدة، والاحتفاء بكنوز دبي التراثية الغنية وماضيها العريق، وصونه وحمايته ونقله عبر الأجيال، متيحةً أمام الجميع إمكانية الوصول إلى مفرداته الرائعة، ومحفّزةً مشاعر الفخر والانتماء الوطني في نفوسهم.
المصدر: دبي للثقافة