حسن شريف، كما يقول الفنان محمد كاظم، إسهامات بارزة ومهمة وجذريّة في التعليم والنقد والإعلام. كان فريداً في موهبته وعطائه. وهذا ما يُؤكده الفنان محمد يوسف علي الذي يراه رائداً في الإمارات والخليج العربي، فقد قلب المدارس والاتجاهات، وقام بتأسيس التشكيل الإماراتي، وزرع أمكنة عدة بمراسم الإبداع. أما الفنان والناقد الفني علي العبدان فوصفه برائد الفن المفاهيمي وغير التقليدي في الإمارات والخليج.
شجّع الكثير من الشباب الإماراتيين على خوض التجارب الجديدة في الفنون البصريّة. وأشار الناقد فاروق يوسف، إلى أن أهميّة الفنان حسن شريف، تكمن في أنه بدأ الفن من جهة تماهيه مع بداية نهوض دولة الإمارات، ومن جهة محاولة الاثنين الارتباط بعصر ما بعد الحداثة، من دون الالتفات إلى منجزات الحداثة.
وهو ما صنع من الفنان رائداً لفن لم يتعرف عليه العرب إلا بطريقة حية، وقف في طريقها تاريخ الحداثة الفنيّة. بدأ شريف من نهايات الفن الأوروبي ولم يحتج إلى أن يتسلق سلم الحداثة ليكون مُكرّساً. الإعلامي عمر شبانة أشار إلى أن الفنان شريف كان يرى الفن محاولة إنسانيّة ضد الاندثار.
وهذا ما كانت تُعبّر عنه رسوم الإنسان الأول على الجدران، وكان يُردد دائماً أن طبيعة الفن هي دعوة إلى عدم الانفصال عن الواقع والمجتمع، وكل ما يُنتجه الفنان هو وسيلة إيصال، لأن الفنان غير قادر على التواصل مع محيطه إلا عبر اللغة، والعمل الفني نوع من التهكم والنقد غير المباشر.
مفاهيم
كان لحسن شريف بصمة مهمة في طبيعة الحراك الفني وآفاقه وتطوراته، في المنطقة والعلم، إذ إنه كان من المجددين الذين يشار إليهم بالبنان. فمنذ ماغريت عام 1926 اختلفت أمور كثيرة في الفن، وتداخلت السورياليّة بالرمزيّة، ليس في الفن التشكيلي فقط، وإنما في الفكر والموسيقى والأدب أيضاً، وهو “شريف” وعدد من الفنانين، حاولوا تطبيق مفاهيمهم الخاصة في الإنتاج والتنوع.
ولكل منهم شخصيته. هذه المجموعة تشبه شخصيات رواية (رحلة إلى الشرق) لهرمان هيسه، حيث كل شخصية لها أسلوبها في الرحيل. أما مفهوم حسن شريف للمعاصرة فيحدده بالتعدديّة وحرية اختيار الأسلوب، وهو يفصل بين المعاصرة والتراث. ويرى أن تناول الموضوعات لا يجب أن تنحصر في قوالب جامدة فنياً، وإنما أن تتاح الحرية للفنان في رصدها.
المصدر: البيان