أظهرت البيانات التي تصدرها 3 من كبريات المرجعيات الدولية المتخصصة في التنافسية، إدراج دولة الإمارات ضمن قائمة الدول الـ 20 الكبار على مستوى العالم في 8 من مؤشرات للتنافسية الخاصة بالتسامح والتعايش خلال عام 2020، الأمر الذي يعني نجاح الدولة في تحقيق مستويات صدارة عالمية في هذا المجال تفوق الأرقام المستهدفة في «رؤية 2021».
وشملت قائمة المرجعيات الدولية التي منحت الدولة تصنيفاً رفيع المستوى في المؤشرات الخاصة بمحاور التسامح والتعايش، كلاً من المعهد الدولي للتنمية الإدارية، ومعهد ليجاتم، بالإضافة إلى كلية إنسياد، وذلك وفقاً لما تم رصده من قبل المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وفي التقارير السنوية لعام 2020، كما أصدرتها هذه المرجعيات الدولية ذات الاختصاص في رصد التنافسية، فقد احتلت الإمارات المرتبة الرابعة في مؤشر التسامح مع الأجانب، وفقاً لتقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية الصادر عن كلية إنسياد، فيما صنفها بالمرتبة التاسعة في ذات المؤشر تقرير مؤشر الازدهار، والذي أصدره معهد ليجاتم.
التنافسية الرقمية
وفي تقرير التنافسية الرقمية العالمية، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية، فقد حازت الإمارات على المرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر التوجهات نحو العولمة، كما حصلت على نفس المرتبة في ذات المؤشر، بموجب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية الصادر عن نفس المرجعية.
وجاءت الإمارات في المرتبة السابعة في مؤشر التماسك الاجتماعي، وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية، والحادية عشرة في مؤشر التسامح مع الأقليات، بحسب تقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية، كما صنفها الكتاب السنوي للتنافسية العالمية أيضاً، في نفس المرتبة في مؤشر المرونة والقدرة على التكيّف.
وفي موضوع المسؤولية الاجتماعية التي تنهض بها الدولة تجاه المواطنين والمقيمين، احتلت الإمارات المرتبة الثانية عشرة على مستوى العالم، بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.
وتأخذ أرقام الصدارة الإماراتية في تنافسية التسامح والتعايش، خصوصيتها، من كون التسامح والتعايش برنامجاً وطنياً جرى تمكينه خلال السنوات الست الماضية، بطموح أن تكون دولة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح، والذي سبق به، وأسبغت اسمه على عام 2019.
وكان صدر في يوليو 2015، مرسوم بقانون، بشأن مكافحة التمييز والكراهية، يهدف إلى إثراء التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أياً كانت طبيعتها، عرقية أو دينية أو ثقافية.
وفي عام 2016، اعتمد مجلس الوزراء البرنامج الوطني للتسامح، والذي يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، من خلال منظومة قانونية صلبة لبيئة التعايش والقبول والتسامح.
قيادة مخلصة وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن المكانة المرموقة للإمارات، في طليعة دول العالم، بمؤشرات التسامح والتعايش، مصدر اعتزاز وفخر، ودليل واضح على أننا نعيش في وطن عميق التراث والجذور، له تاريخ ممتد وثقافة أصيلة، يدعمها شعب صانع للحضارة والتاريخ، حريص على تنمية قيم التسامح والتعايش وعمل الخير، بل وكذلك التواصل الإيجابي مع الآخرين، واحترام ثقافاتهم ومعتقداتهم.
وقال في تصريح له، بمناسبة تصنيف الإمارات ضمن قائمة الـ 20 الكبار عالمياً، في مؤشرات التسامح والتعايش: «إننا نعيش في وطن ترعى إنجازاته دائماً، قيادة واعية ومخلصة، تشجع الفكر المستنير، والسلوك الأخلاقي القويم، وتحرص على تأكيد مكانة الدولة في ركب الحضارة والتقدم والسلام في العالم كله».
وأضاف: «إن لنا في هذه المناسبة أن نعتز ونفتخر، بالدور الرئيس للقائد المؤسس، المغفور له، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو الذي جعل من الإمارات جسراً ممتداً، للتواصل بين الحضارات والثقافات، دولة مؤهلة تماماً، للقيام بدور رائد في العالم كله، من أجل دعم قيم الحوار والتبادل والتواصل، باعتبارها وسائل فعالة للانفتاح بين الجميع: يتعارفون، ويتعايشون معاً، في سلام وتقدم ووئام، رحم الله الوالد الشيخ زايد، وجزاه خير الجزاء، عن جهوده الكبيرة من أجل أن تكون الإمارات مركزاً عالمياً للحوار والتفاعل بين الثقافات والأديان، والاهتمام باحتياجات وطموحات الإنسان في كل مكان».
وتقدم معاليه في هذه المناسبة، بعظيم الشكر وبالغ الاحترام، إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقال: «نشكر لهم جميعاً، جهودهم المخلصة من أجل أن تكون الإمارات دائماً، المثال والنموذج في تعميق قيم السلام والعدل والتسامح والتعايش، بل وكذلك في نشر الأمل والتعاون والرخاء في العالم، وذلك من خلال العمل على تنمية العلاقات الحضارية والفكرية مع الجميع، واستثمار أدوات التسامح والأخوة الإنسانية، في بناء علاقات دولية ناجحة ومثمرة».
وتابع «أشير بصفة خاصة، هنا، إلى الجهود الطيبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في مجالات الأخوة الإنسانية، التي تجسدت في إطلاق وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية».
المصدر: البيان