افتتح في العاصمة الفرنسية باريس أعمال المؤتمر الثاني للجهات المانحة للتحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع / ألف/ المنعقد بمتحف اللوفر – باريس، برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي قدم كلمة الافتتاح عبر تقنية الاتصال المرئي.
وشارك في المؤتمر كل من معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، بحضور كل من جان إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي، ومارغريت شيناز من المفوضية الأوروبية، وسمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة السعودي، ومعالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومعالي حسن نديم وزير الثقافة والآثار العراقي، والدكتور توماس كابلان رئيس مجلس إدارة مؤسسة ألف وسعادة جاك لانغ مدير معهد العالم العربي في باريس والممثل الرسمي السابق للرئيس الفرنسي في ألف، إلى جانب عدد آخر من الحضور شمل شخصيات فاعلة في ” ألف ” منهم معالي محمد المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ونائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة ” ألف “ وفاليري فريلاند المدير التنفيذي لـ ” ألف ” .
كما شارك في المؤتمر عدد من وزراء الثقافة الأوروبيين والعرب والأعضاء في “ألف”، منهم كاتيا كول وزيرة الدولة بوزارة الخارجية الألمانية، والسيد سركيس الخوري مدير عام إدارة الآثار في لبنان، والسيدة سلمى قاسم مديرة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والسيد لي كون مدير الإدارة الوطنية للتراث الثقافي، ممثل الحكومة الصينية، ومعالي محمد مهدي بن سعيد، وزير الشباب والثقافة والاتصال المغربي، ومعالي سالم محمد المحروقي وزير للتراث والسياحة العُماني.
ويهدف المؤتمر الذي حضره أعضاء وشركاء “ألف” إلى تبني الاستراتيجية الجديدة للسنوات الخمس المقبلة 2023 – 2027، وإعادة تأكيد الدعم السياسي والمالي لهذه المبادرة. وقد التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم مبلغ 20 مليون دولار أمريكي؛ لدعم مشاريع التحالف الحالية والمستقبلية في المنطقة وبقية أنحاء العالم، حتى عام 2027.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب : ” إن الإمارات العربية المتحدة عضو مؤسس لهذه المبادرة الاستثنائية التي تمول عمليات ترميم وإعادة تأهيل التراث الإنساني في مناطق النزاع، ونحن فخورون جداً بما حققته المبادرة حتى الآن، ونأمل أن نرى تحركاً دولياً أكبر في هذا الإطار“. مشيرة إلى التزام الإمارات بصون التراث وحمايته بأشكاله المادية وغير المادية.
وأضافت معاليها : إن قيادتنا الرشيدة علمتنا أن نفخر بتاريخنا، وأهمية احتضان ثقافات العالم، والتمسك بجذورنا لبناء مستقبل قوي، لذا نؤمن بالحفاظ على التراث للأجيال المقبلة، خاصة في عالم تزداد فيه الفروق مما يحتم علينا بناء جسور أكثر للتقارب والتواصل والاحتفاء باختلافاتنا وتعدديتنا وتنوعنا”.
وأشادت معاليها بدور التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع، كما أشارت إلى أعمال الترميم التي تنفذها دولة الإمارات العربية المتحدة في جمهورية العراق، بما في ذلك مشروع إحياء “روح الموصل” الذي تنفذه الدولة بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/.
كما شددت على أهمية إعادة بناء التراث المادي الذي دمرته الحروب والأعمال الإرهابية، لما يحمله من أهمية في إعادة تأهيل الشعوب المتأثرة، وأهم مكونات هذه المرحلة هو ما تنطوي عليه أعمال الترميم من خلق فرص عمل واستعادة الإرث المدمر، وهو ما سيؤدي إلى تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة.
وكانت فكرة إنشاء صندوق خاص لدعم البرامج والمشاريع الهادفة إلى حماية التراث الثقافي في المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات والأعمال الإرهابية قد انبثقت أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر، بالعاصمة أبوظبي في ديسمبر 2016، وفي شهر مارس من عام 2017 ولد التحالف بمبادرة مشتركة بين الإمارات وفرنسا وبدعم من اليونسكو واتخذ من العاصمة السويسرية جنيف مقراً له، وانضمت إليه مباشرة كل من المملكة العربية السعودية والكويت ولوكسمبورغ والمغرب والصين وسويسرا، إلى جانب عدد من الشخصيات والمؤسسات المهمة في المجتمع المدني مثل مؤسسة أندرو ميلون ومؤسسة غاندور للفنون، وشخصيات بارزة في مجال العمل الإنساني منهم توماس كابلان.
وحصلت المؤسسة على نحو 80 مليون دولار في مؤتمر المانحين الأول الذي عقد عام 2017، وفي السنوات الخمس الماضية دعمت /ألِف/ عدداً من كنوز التراث الثقافي البشري، مثل قبر آسكيا في دولة مالي، ومتحف الموصل وقوس قطسيفون في العراق؛ ومدينة تدمر ومتحف الرقة في سوريا، ومئذنة جام المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وقلعة بالا حصار في أفغانستان.
كما قام التحالف بتمويل أعمال إعادة تأهيل متحف الحضارات في ساحل العاج ووادي سوندو في بيرو، وأغاديز في النيجر وغدامس في ليبيا؛ وأدوليس في إريتريا وتعز في اليمن، إضافة إلى كوه كير في كمبوديا، وكان له دور فعال في حماية مصالح الأقليات الدينية في مناطق النزاع، كما قدم التحالف المساعدات اللازمة في أوقات الطوارئ والأزمات مثل جائحة كوفيد – 19 وانفجارات بيروت.