اليوم التاريخي لدولة الإمارات، في اجتماع حكام الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971م، وتحقيقاً لإرادة شعب الإمارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه: “يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءاً من الوطن العربي الكبير.”
الأب المؤسس
نبدأ قصتنا بالحديث عن بطل القصة الذي ارتبط اسمه بكلمة الوالد المؤسس، وهو المغفور له بإذن الله تعالى، صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فمنذ توليه حكم إمارة أبوظبي في شهر أغسطس من عام 1966، ترعرعت فكرة الاتحاد في ذهنه، فقد كان رحمه الله مؤمناً بنجاح فكرة اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة بالاستناد إلى تشابه تاريخ أبناء المنطقة الذين عاشوا معاً لعدة قرون، و اهمية الاتحاد في دولة الامارات العربية المتحدة.
دولة الامارات قبل الاتحاد
لم يكن الاتحاد مجرد فكرة طُرحت ونُفذت فوراً، بل عمل الرجل المحنّك سياسياً الشيخ زايد رحمه الله على وضع حجر الأساس لهذا الاتحاد قبل قيام الاتحاد في دولة الامارات العربية المتحدة، حيث كانت مراحل اتحاد دولة الامارات الأولى هي تخصيص سموه لجزء كبير من دخل إمارة أبوظبي من النفط لصندوق تطوير الإمارات المتصالحة وجود الإمارات كدولة اتحادية.
يجدر بالذكر أنه من أبرز مقومات اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة هي انسحاب الحكومة البريطانية من المنطقة، فقد أعلنت بريطانيا عام 1968 م عن رغبتها في الانسحاب الكامل من دول الخليج العربي نهائياً بحلول عام 1971 م. كان القرار آنذاك يشكل قلقاً حيث سيعمل هذا الانسحاب على خلق فراغ عكسري وسياسي، إلا أنه سيساعد في تقليل العقبات في طريق فكرة قيام اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة.
اتفاقية الاتحاد
كانت أولى خطوات قيام اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة في تلك الفترة المبادرة التي تمت من قبل سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، حاكم إمارة أبوظبي آنذاك، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، حاكم دبي آنذاك، وعليه تم عقد اجتماع في الثامن عشر من فبراير عام 1968م في منطقة السميح الواقعة على الحدود بين أبوظبي ودبي، ليتم التوقيع على اتفاقية تجمع إمارتي أبوظبي ودبي عرفت بـ “اتفاقية الاتحاد”، والتي تعتبر الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح، وشعلة اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة. نصّت الاتفاقية على دمج الإمارتين في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة. أما باقي المسائل الإدارية، فقد أنيطت إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة. أبدى كل من الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، رغبتهما في تعزيز الاتحاد واهتمامهما في تقويمه، لذا قاما بدعوة حكام كل من إمارة الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، إضافة إلى البحرين وقطر للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
تم عقد مؤتمر دستوري بحضور حكام تلك الدول المذكورة آنفاً في الفترة من 25-27 فبراير من عام 1968، واستمرت الاجتماعات لمدة 3 سنوات ما بين مفاوضات ومناقشات ومحاولات قيام الاتحاد في دولة الامارات، وتضمنت تلك الفترة: 1- اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة 2- الاتفاق على القضايا الرئيسة في اجتماعات المجلس الأعلى للحكّام، الذي يتكوّن من رؤساء الإمارات التسع 3- مناقشات بين نواب الحكام تتعلّق بتعيين الإداريين من تلك الإمارات ومستشارين من الخارج.
انسحاب قطر والبحرين
في عام 1971، أعلنت كل من قطر والبحرين عن استقلالهما معلنتين عن سيادة كل منهما على أراضيهما، وعليه استمرت قصة الاتحاد مع انسحاب قطر والبحرين. استمرت خطوات قيام اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة وقد عملت الإمارات السبع بعدها على وضع بديلٍ لاتحاد الإمارات وتعديل نصّ الدستور السابق لإمارات الخليج التسع، وفي اجتماع عقد في تاريخ 18 يوليو 1971 م، قرر حكام الإمارات الست وهم أبوظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة وتحديد تاريخ اتحاد دولة الامارات العربية المتحدة، أما إمارة رأس الخيمة فقد كانت في حالة من التردد.
إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة
بالإجابة على سؤال متى قام اتحاد دولة الامارات؟ تم إعلان قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وتأسيس دولة مستقلة ذات سيادة في 2 ديسمبر 1971، وإعلان سريان مفعول الدستور المؤقت وانضمام كل من أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والفجيرة وأم القيوين. أما رأس الخيمة، فقد انضمت إلى اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة في 10 فبراير 1972، ليصبح الاتحاد كاملاً ويشمل الإمارات السبع.
تعيين رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة
أجمع حكام الإمارات على أن يتم انتخاب حاكم أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك، وتم انتخاب الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، ليشغل منصب نائب الرئيس.
دستور الإمارات الدائم
كما ذكرنا سابقاً بأن اتحاد الإمارات قد قام بدستورٍ مؤقت، وعليه تم عقد اجتماع في 20 مايو 1996، لتتم الموافقة من قبل المجلس الأعلى للاتحاد وهم حكام الإمارات السبع على نصّ معدّل للدستور، جعل من دستور البلاد المؤقّت الدستور الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة، واتخذت أبوظبي عاصمة الدولة.