لا تجد حديث عبدالرحيم سالم تقليدياً حين يصل إلى استعراض طبيعة العلاقة التي ربطته بالفنان الراحل حسن شريف. إذ يبدو كلامه مملوءاً بالشجن والحنين والجمال حين ذاك، بينما يسرد طبيعة علاقتهما ورفقتهما. إذ يقول: ربطتنا علاقة عميقة، في الإبداع والحياة، وكان لدينا هاجس التغيير من ناحية الطرح والتفكير بالنسبة للعمل الفني.
لذلك زرنا الكثير من المؤسسات والنوادي لإلقاء المحاضرات الفنية، وكان انطلاقنا بعد افتتاح الجمعية لعمل جديد، ألا وهو زيارة الأماكن العامة والالتصاق بفكر وحكايات المجتمع لنغير العقلية والمفاهيم السائدة في التعاطي مع العمل الفني، فبدأنا من المرسم الذي كان في بيت المدفع بسوق الشارقة.
حيث كنا نجتمع ليلاً للاتفاق على عمل معرض في اليوم التالي: معرض اليوم الواحد، حيث كان يفتتح المعرض أحد الأشخاص المارين بالقرب من المكان بالمصادفة، وقد يكون عاملاً أو سائقاً.. كانت الفكرة هي تسويق الفن عبر «الصدمة»، وهو ما كان يحتاج إليه الجمهور في تلك الفترة.
ونظراً لرغبة حسن شريف بأن يكون عبدالرحيم على نفس خطه الفني، برزت نقاط عدة أدت إلى تمايز وتباين خياراتهما الفنية بعد أن كانا يمثلان توأمة فنية.
حيث رفض الآخر «سالم» أن يكون نسخه كربونية من حسن وهو يمتلك أفكاره الخاصة ورؤيته الفنية المختلفة، ولكن ذلك التلاحم الإبداعي أثمر نقاشات وحوارات أسبوعية في الجمعية، ساهمت في رفد الشباب بمعارف مختلفة في نظريات الفن ومدارسه المختلفة.
المصدر: البيان