أرسل البشر مركبات فضائية إلى المريخ أكثر من أي عالم آخر خارج الأرض. اليوم، هناك 8 مهمات تعمل على الكوكب أو حوله، ومن المقرر وصول 3 مهمات أخرى في عام 2021 لبدء الجيل التالي من الاستكشاف.
بدأت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إرسال مجسات آلية إلى المريخ في الستينيات. فشلت العديد من تلك المحاولات المبكرة ، حتى نجحت المركبة الفضائية Mariner 4 التابعة لناسا في التحليق بجوار المريخ في عام 1965 ، وكشفت عن منظر طبيعي قاحل. شهدت المهمات اللاحقة وجود دلتا وأودية شبيهة بالأرض تشير إلى أن الماء السائل قد شكل السطح.
اختبرت مركبات الإنزال فايكنغ التابعة لوكالة ناسا في منتصف السبعينيات – وهي أول من هبط على المريخ بنجاح – تربة المريخ للبحث عن علامات محتملة على الحياة. لم تظهر النتائج أي دليل واضح على وجود الكائنات الحية الدقيقة في التربة بالقرب من مواقع الإنزال.
لتحديد ما إذا كانت الحياة موجودة على المريخ أم لا، بدأت وكالة ناسا برنامج استكشاف المريخ في منتصف التسعينيات لاستكشاف الكوكب الأحمر بشكل منهجي. في عام 2000، تبنى البرنامج هدف “تتبع الماء”. نظرًا لأن الماء السائل ضروري للحياة على الأرض، فإن البحث عن الحياة في مكان آخر يبدأ بالبحث في الأماكن التي يوجد فيها هذا المكون الرئيسي للحياة.
تقوم المهمات المدارية إلى المريخ بدراسة الغلاف الجوي للكوكب، ورسم الخرائط وتحديد السمات الجيولوجية الرئيسية، وتحديد تكوين المعادن والجليد. وتعتبر المهمات المدارية أسهل من الهبوط على السطح، ولا تكلف الدول مبالغ هائلة. يمكن أن تعمل المركبات الفضائية المدارية أيضًا كأقمار صناعية. إلى جانب الأرض، يعتبر المريخ الكوكب الوحيد في النظام الشمسي الذي يحتوي على نظام اتصالات عالمي عبر الأقمار الصناعية.
أما عن مسبار الأمل، فسيقدم أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة عندما يصل إلى الكوكب الأحمر عام 2021 في مهمة تستمر لمدة سنة مريخية واحدة سيساعد على الإجابة على أسئلة علمية رئيسية حول الغلاف الجوي للمريخ و أسباب فقدان غازي الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي.
وتقوم وكالة الإمارات للفضاء بالتمويل والاشراف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية التنفيذ والاشراف على كافة مراحل عملية تصميم وتنفيذ وإرسال مسبار الأمل للفضاء في 2020. ، ومن المخطط أن تستغرق هذه الرحلة عدة أشهر ليدخل المسبار مداره حول الكوكب الأحمر في العام 2021 وسيتزامن هذا التاريخ مع احتفالات دولة الامارات باليوبيل الذهبي الخمسين ليومها الوطني.
هدف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بشكل أساسي إلى رسم صورة واضحة وشاملة حول مناخ كوكب المريخ. وسيعمل فريق عمل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ – مسبار الأمل إلى:
التعاون والتنسيق مع المجتمع العلمي العالمي المهتم بكوكب المريخ لمحاولة إيجاد إجابات عن الأسئلة التي لم تتطرق إليها أي من مهمات الفضاء السابقة.
دراسة أسباب تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ عبر تتبع سلوكيات ومسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين، والتي تُشكل الوحدات الأساسية لتشكيل جزيئات الماء.
تقصّي العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي الدنيا والعليا على كوكب المريخ.
تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة.
مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ، مثل العواصف الغبارية، وتغيرات درجات الحرارة، فضلاً عن تنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريسه المتنوعة.
الكشف عن الأسباب الكامنة وراء تآكل سطح المريخ.
البحث عن أي علاقات تربط بين الطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.