هنأ سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، حكومةَ وشعب جمهورية كوريا الجنوبية بمناسبة العيد الوطني الكوري ومرور 40 عاماً على الصداقة الإماراتية ـ الكورية.
وقال سموه: «أتقدم بخالص التهاني والتبريكات لجمهورية كوريا الصديقة قيادة وشعباً بمناسبة اليوم الوطني الكوري، وبمناسبة هذا العام الذي يصادف الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا»، لافتاً إلى أن العلاقات الإماراتية الكورية نجحت على مدى العقود الماضية في تطوير تعاون نموذجي في مختلف المجالات.
وأضاف سموه خلال كلمة مصورة ضمن حفل افتراضي أقامته السفارة الكورية في أبوظبي بهذه المناسبة: «تعززت هذه المسيرة الناجحة من الشراكة والمنفعة المتبادلة بين البلدين الصديقين ودفعت التقدم إلى آفاق أوسع مما يعكس بالضرورة مواصلة العمل المشترك مما يخدم مصالح وتطلعات شعبينا في التنمية والاستقرار».
وزاد: «لقد شهدت العلاقات بين بلدينا نمواً مستمراً منذ نشأتها، وتطورت إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية الخاصة بعد الزيارات التاريخية بين القيادتين ما يعكس حرص بلدينا على تنمية هذه العلاقات وتوثيق الترابط والتواصل الفعال، وهو ما لمسته فعلاً بشكل شخصي خلال زيارتي الأخيرة إلى كوريا الجنوبية في يوليو هذا العام».
وأكد سموه أن دولة الإمارات هي أول دولة في الشرق الوسط تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع جمهورية كوريا الجنوبية، وقد وفرت هذه الشراكة الفرص لتعزيز التعاون في مجالات متعددة، منها التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني وفي مجال الأمن الغذائي، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الصحة والثقافة والفضاء والطاقة والسياحة.
وأكد سموه أن من أبرز محطات العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا توقيع اتفاقية إنشاء محطة براكة للطاقة النووية السلمية في عام 2009، واليوم نفخر بأن هذا المشروع قد اجتاز إتمام عملية تشغيل المحطة الأولى في أغسطس من هذا العام على الرغم من التحديات التي وضعتها جائحة كورونا أمام العالم.
وأشار سموه إلى أن الأشهر الماضية أثبتت أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات بمختلف أنواعها، وقدمت كل من الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية نموذجاً يُحتذى به في التعاون البناء والشراكات الاستراتيجية في التصدي لفيروس كورونا المستجد والتي شملت تبادل الخبرات وأفضل الممارسات والتعاون حول الإمدادات الطبية بالإضافة إلى تفعيل ممر العبور السريع في المطارات لتسهيل حركة رجال الأعمال والحالات الإنسانية.
وفيما يخص حركة التجارة والاستثمار بين البلدين أكد سموه أن حجم التجارة الثنائية غير النفطية بين البلدين بلغ 4.9 مليارات دولار خلال عام 2019، وتستثمر في دولة الإمارات أكثر من 40 شركة كورية جنوبية في مجالات متعددة منها التمويل والتأمين والتجارة والإنشاءات، كما تتطلع الإمارات والعالم بأسره إلى مشاركة كوريا في «إكسبو 2020» خلال العام المقبل كأول إكسبو دولي في منطقة الشرق الوسط وأفريقيا وغرب آسيا.
وتطرق سموه إلى العلاقة الثنائية بين الإمارات وكوريا الجنوبية بالقول: «شهد هذا العام إطلاق الحوار الثقافي الإماراتي في يناير إلى جانب المركز الثقافي الكوري الذي تم افتتاحه في عام 2016 والذي يعد صرحاً مهماً للدبلوماسية الثقافية في الدولة».
من جانبها، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، إن العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وكوريا الجنوبية بعد 4 عقود حافلة بالإنجازات والتعاون الثنائي البناء في مختلف المجالات فأصبحت علاقاتنا أكثر قوة ومتانة مع تنامي خطوات الشراكة الاستراتيجية الخاصة وكان آخرها تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية.
وأضافت: «تجمعنا بكوريا قيم مشاركة وتتشابه التجربة الإماراتية والكورية في التنمية الحضارية والنهضة الشاملة، ولقد تشرفت العام الماضي بزيارة سيئول وتوقيع اتفاقية لإعلان 2020 عاماً للحوار الثقافي الإماراتي ـ الكوري تحت شعار «تقارب الثقافات»، وكانت محطة جديدة في تاريخ علاقاتنا ودليل على التزامنا بالاحتفاء بالفنون والثقافة في بلدينا».
وأكدت الكعبي أن المجتمع الإماراتي استقبل الثقافة الكورية بكل ترحاب وكان شغوفاً بالتعرف عليها عن قرب من خلال المهرجان الكوري السنوي في أبوظبي والذي ينظمه المركز الثقافي الكوري منذ عام 2013، كما نرى زيادة في إقبال الطلاب بجامعة زايد على تعلم اللغة الكورية في معهد الملك سيجونغ والنادي الكوري في الجامعة، وهي فرصة لتعمق شباب الإمارات في التاريخ والثقافة الكورية.
وأضافت أنه في نسخة العام الجاري للمهرجان الكوري التي تقام افتراضياً آمل أن يستمتع مجتمع الإمارات بالفنون والأفلام والسينما والمسرح والموسيقى الكورية ليكون المهرجان جسراً لتوثيق وتنمية العلاقات الثقافية والإبداعية بين الشعبين الصديقين.
وثمّن كون يونج سفير جمهورية كوريا لدى الدولة، تطور العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين جمهورية كوريا الجنوبية ودولة الإمارات والتي تحتفي هذا العام بمرور الذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشار إلى انطلاق مهرجان كوريا هذا العام عبر الإنترنت والذي سيستمر في الفترة من 1 إلى 18 نوفمبر، وسيتضمن مجموعة متنوعة من البرامج الشيقة مثل عرض الأفلام الكورية وعروض كيبوب والمعارض الفنية والموسيقية، داعياً الجميع إلى المشاركة والاستمتاع بهذه الفعاليات.
وأكد السفير أن العلاقات الثنائية بين البلدين في المستقبل ستشهد تعاوناً أكثر شمولية وتوسعاً.
أكد كون يونغ أن جمهورية كوريا الجنوبية ودولة الإمارات طورت باستمرار التعاون المتبادل في مجالات البناء والنفط والغاز والطاقة النووية والتكنولوجيا، والآن امتد نطاق التعاون إلى العديد من القطاعات الحيوية، مثل الأمن الغذائي والزراعة والرعاية الصحية والتعليم، لافتاً إلى أن جائحة كورونا أظهرت أيضاً التنسيق والتعاون المثمر بين البلدين في خدمة القضايا الدولية والتصدي لهذا الوباء.
المصدر: البيان