أعلن إكسبو 2020 دبي انضمام 23 مبتكراً جديداً إلى قائمة الحاصلين على منحة إكسبو لايف في الدورة الخامسة لبرنامج منح الابتكار المُؤثِّر، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الحاصلين على المنحة الدولية إلى 142 مبتكراً من 76 بلدا، بينهم أكثر من 20 مبتكراً من المنطقة العربية.
ووقع الاختيار على أحدث المنضمين إلى البرنامج من بين أكثر من 4 آلاف مبتكر من 170 دولة، تقدموا للحصول على المنحة الدولية في الدورة الخامسة للبرنامج.
وتعالج المشروعات المختارة بعضا من أهم التحديات التي تواجهها شعوب العالم، من خلال وضع حلول مبتكرة لها، تساعد المجتمعات المحلية على تجاوز تلك التحديات، وهو الهدف الرئيس الذي تأسس البرنامج من أجله عام 2016، انطلاقا من دور إكسبو 2020 دبي كحدث دولي ومحفل لشعوب العالم لمناقشة التحديات الملحة ووضع حلول لها تحت شعار “تواصل الشعوب وصنع المستقبل” وتجسيداً لالتزامه بالإسهام في جهود دولة الإمارات الداعمة لشعوب العالم.
وقال يوسف لويز كايرز نائب رئيس أول “إكسبو لايف”: “يُظهر إكسبو 2020 دبي من خلال برنامج إكسبو لايف التزامه المستمر بإيجاد حلول تحقق أثرا اجتماعيا إيجابيا للأجيال القادمة في جميع أنحاء العالم، وبدعم الشركات الناشئة التي تحقق هذا الأثر”.
وأضاف: “ما زالت جميع المشاريع التي يدعمها إكسبو لايف ملتزمة بتحسين حياة الناس خلال الأزمة الصحية العالمية، بداية من تسهيل الوصول إلى منصات الصحة النفسية في مصر أو المملكة العربية السعودية أو المملكة المتحدة، ووصولا إلى تقنيات إعادة التدوير المبتكرة في الصين. والأهم من ذلك، أن هذه المشاريع المبتكرة والإبداعية الجديدة ستستمر في هذا التقليد وستواصل إلهام الآخرين لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه مجتمعاتهم، وستظل تلعب دورا مهما في المساعدة في تشكيل ملامح عالم أفضل”.
ومن بين المبتكرين العالميين الذين انضموا إلى برنامج مِنح الابتكار المُؤثر في الدورة الخامسة شركة “برين تريب” في مالطا، التي أسسها بعض المتحمسين لدراسة المخ والعقل، ممن لديهم خلفية عن العلوم المعرفية وعلم الأعصاب والطب. وتقدم الشركة حلّا منخفض التكلفة وسهل الاستخدام لتشخيص مرض الخرف. ويعتمد هذا الحل على إجراء تخطيط لكهربية الدماغ باستخدام الهاتف المتحرك، وهو ما يمثل تقدما كبيرا في عملية الفحص السريع والاكتشاف المبكر للمرض.
ومن ضمن الحاصلين على المنحة أيضا مشروع “جي آي سي ميد”، الذي يقدم منصة مبتكرة في مجال الطب عن بعد ونظام الفحص المجهري الرقمي باستخدام الهواتف الذكية، تتيح للنساء في المناطق القروية في الكاميرون الفرصة لفحصهن وتشخيص الإصابات بسرطان الثدي وعنق الرحم. ويحدث هذا في مراكز الرعاية بواسطة الأطباء المتخصصين الموجودين فقط في عدد محدود من المدن الكبرى.
وتضم قائمة الحاصلين على منحة “إكسبو لايف” في الدورة الخامسة أيضاً مؤسسة “تالنت بيوند باوندريز” الأسترالية، وهي رائدة في مجال تنقل العمالة الدولية للاجئين. وبصفتها منظمة دولية غير هادفة للربح، فإن المؤسسة هي الوحيدة التي تعمل بمشاركة كل من القطاع الخاص العالمي والحكومات الوطنية، لتوفير خيار هجرة آمن وقانوني للاجئين بهدف العمل. وفي حال حصول اللاجئين على فرصة عمل، فيمكنهم تحقيق دخل لأنفسهم ولأسرهم، وهو ما يقدّم في الوقت ذاته حلّا مثالياً لقطاعات الأعمال والمجتمعات التي تكافح للعثور على الكفاءات المؤهلة التي تحتاجها.
يأتي هذا في الوقت الذي تتفاقم فيه بعض التحديات العالمية، ومن بينها ارتفاع مستويات البطالة، وعدم المساواة، وضعف الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة، بسبب الأزمة الصحية العالمية الحالية، وهو الأمر الذي يؤكد ويعزز حاجتنا أكثر من أي وقت مضى إلى حلول مبتكرة قائمة على التعاون المشترك من أجل التغلب على هذه التحديات.
وتقود النساء أكثر من نصف مشاريع المبتكرين العالميين الحاصلين على المنحة في الدورة الخامسة، وهو ما يسلط الضوء على مدى التزام “إكسبو لايف” بدعم المشاريع التي تقودها النساء. وحتى يومنا هذا، تقود رائدات الأعمال 35 في المائة من جميع مشاريع المبتكِرين العالميين – أي 49 مشروعاً من إجمالي 142 مشروعاً ضمن برنامج منح الابتكار المُؤثر.
ومن بين المشاريع الحاصلة على منحة إكسبو لايف في الدورة الخامسة منصة “أمل وورك”، التي تهدف إلى تقليص الفجوة بين المقاولين والعمال في فلسطين، للمساعدة في حصول العمال على فرص عمل مناسبة بصورة مستمرة وضمان الحفاظ على سلامتهم وكرامتهم. وتعمل المنصة المبتكرة من خلال شبكة رقمية شفافة تجمع بين الخدمة التي يقدمها العامل والخدمة التي يبحث عنها المقاول للمساعدة في إنشاء تطابقات موثوقة، كحل لصعوبة إيجاد فرص عمل منتظمة وتقييم المهارات، والمشروع هو أحدث المشاريع المنضمة إلى البرنامج من بين أكثر من 20 مشروعاً مبتكراً من المنطقة العربية.
وقالت روان علوي، المؤسِّسة المشتركة لمنصة أمل وورك: “استلهمت فكرة المشروع من تجربتي الشخصية ومن تجربة شركة عائلتي في مجال المقاولات، حيث ينتظر العمال على الأرصفة ليقترب منهم أي صاحب عمل محتمل”.
طرحت فكرة المشروع من خلال برنامج “إكسبو لايف” في يوليو 2019 عند انطلاق الدورة الخامسة للبرنامج، واختير المشروع من بين أربعة آلاف و45 متقدماً من 170 بلداً. وفي مارس 2020، تلقيت دعوة من “إكسبو لايف” لعرض المشروع أمام لجنة التقييم في دبي، واختير ضمن 23 مشروعاً للحصول على المنحة. بالنسبة لي، فإن النجاح في الانضمام إلى برنامج المنحة الدولية هو نجاح كبير للمشروع، يجسد أهميته لمجتمع العمال في بلدي، ويُعبّر عن مفاهيم التضامن والتعاون من أجل صنع مستقبل أفضل للإنسانية، والتي يعبر عنها شعار “إكسبو 2020 دبي” “تواصل العقول وصنع المستقبل”.
ومن بين المشروعات الحاصلة على المنحة مشروع “إيكووير”، الذي يهدف إلى مواجهة اثنتين من المشاكل البيئية الخطيرة في الهند، وهما تلوث الهواء والتلوث الناجم عن استخدام البلاستيك، عبر تصنيع منتجات مستدامة للتغليف. وتتضمن مجموعة منتجاته ذات الاستخدام الواحد – التي يزيد عددها على 30 منتجاً، والمجدية تجاريا لقطاعي الخدمات الغذائية والرعاية الصحية – أدوات المائدة، وصناديق الوجبات الجاهزة، وأوعية الرعاية الطبية. ويتم تصنيع جميع هذه المنتجات من مواد طبيعية قابلة للتحلل بنسبة 100%، ومصنوعة من بقايا زراعية متوفرة بكثرة. ولكون هذه المخلفات تتعرض عادة للحرق في الهواء الطلق، فإن استخدامها لتصنيع هذه المنتجات يتفادى حرقها ويعود بالنفع المباشر على الأرض والمجتمع، وخاصة الأطفال والأشخاص الأكثر عرضة لتلوث الهواء.
وقالت ريا مازومدار سينغال، المؤسس والرئيس التنفيذي لإيكووير: “تدعم إيكووير الاستدامة البيئية، وتشرك المجتمع ليكون جزءا من الحل. وعبر التمويل المُقدَّم من برنامج إكسبو لايف، سنتمكن من الحصول على أنواع جديدة من المخلفات الزراعية، ونقل منتجاتنا إلى البلدات والمدن الأصغر، وتوسيع نطاق تأثيرنا”.
وأضافت: “سيُحدث هذا فارقا حقيقيا في الهند، حيث من الشائع رؤية الشوارع المليئة بالنفايات المتناثرة، والمصارف المسدودة، ومكبات المخلفات التي تفيض. وبتسهيل عملية تحويل النفايات، نساعد في تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق القش، مع إتاحة وظائف وفرص للمجتمعات المحرومة عبر هذه العملية.”
وتبحث المشاريع التي تندرج تحت برنامج إكسبو لايف عن حلول عبر 14 قطاعا مختلفا ويشمل ذلك المبتكرين الذين يساعدون في مواجهة التحديات المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة، وتضم 17 هدفاً عالمياً مصمما لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. ويحصل كل مشروع يقع عليه الاختيار للانضمام إلى البرنامج على تمويل تصل قيمته إلى 367 ألف درهم “100 ألف دولار أمريكي”، بالإضافة إلى التوجيه والمساهمة في الترويج للمشروع.
وسيوفر “إكسبو 2020” منصة فريدة لمبتكري إكسبو لايف العالميين، تتيح لهم الفرصة لعرض حلولهم أمام جمهور عالمي، لتشجيع التعاون وإطلاق الأفكار وإلهام المزيد من الناس بالتغيير الإيجابي.
حتى وقتنا الحالي، يدعم البرنامج 142 من رواد الأعمال الاجتماعيين، بما في ذلك أكثر من 20 مشروعاً من دول عربية، بينها دولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والأردن، ولبنان، وغيرها من الدول.
وسيقام “إكسبو 2020″، أول “إكسبو” دولي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، في الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس 2022، وسيجمع بعضاً من ألمع العقول وأبرز الأفكار من جميع أنحاء العالم لوضع حلول للتحديات المعاصرة التي تواجهها الإنسانية.
المصدر: وام